لا تجرفنا الأيام
نحن نبدأ بجرفها
لكوننا مللنا صعوبة الماضي البغيض
الذي يزعجنا و يرفض التنحي
فتنفطر أفئدتنا عاجزين عن التخلي عن وريد الأمنيات المشبثة
لكننا نضطر لأن نجرفها
حتى " نعيشْ " !!
نظنْ كثيراً بأنهم كانوا و لا زالوا شائبة في حياتنا
و طفرة في ماضينا النقي
و أنهم لا يستحقون أن يكونوا جزءا من ماضينا
لكننا نعي فيما بعد
بأنهم تجربة عنيفة أدت بنا إلى عنفوان جرح
قد يطول التحامه
لكنه في النهاية سيتوقف نزيفه
و سنعود لوعينا من جديد !
لا نضطر للغياب
لكننا نغيب . . نغيبْ طويلاً
نضمد جراحنا
نعكف على البكاء . . النحيبْ !
نرجو النسيان
لكننا لا ننسى ! لأننا متشبثون بهم
متشبعون بذكرياتهم
ولا زلنا نعيش بين خيالاتهم !
لسنا مجبورون للولاء للماضي !
أن نوفي بعهودهم التي دمروها
لقد رحلوا . . تركوا عهودهم بقايا وريقات مهترئة
أهمَلَها القدر !
نسبق الأحداث كثيراً
حينما نقررْ أن ننسى !
فقط أن نعيش يوماً لا يحوي بعضاْ من " همْ " !
قد لا ننس أبداً
إذا قررنا أن ننسى !
* * *
تلي الأيام ليالٍ متعبة جداً
نغوضها بوجع محكم الإغلاق على أنفسنا
نترحم على أنفسنا
لكننا لا نرحمها
نكاد ننسى كل شيء
إلا التفاصيل الصغيرة !
أشد ما تؤلمنا !
و يظنون . . أننا نسينا ,
يتجاهلون أصغر التفاصيل ولا يعلمون أنها " الأشد ألماً "
و أنها أكثر شيء صعب في النسيان
هي الضحكات
الوريقات الصغيرة المندسة بين الكتب
ندبة الجُرح المخدوش على يدي
القلم المكسور
المزهرية المهشمة
تسجيلات الصوت
كلها تفاصيل صغيرة !
نعجر أبداً عن نسيانها
مُتعبةْ !
مُطُرْ . .
التفاصيل الصغيرة . .
كالكوب الذي امتلأ بالقهوة
و بقيَ في قاعه حبيبات قهوة موجعة المذاق !
لاذعة !
0 التعليقات:
إرسال تعليق
لأن حرفي يحتاجُ إلى إنعاش .. فإنه سينتعش بأحرُفُكم التي تتابعني .. بالقرب اهمسوا بأذني ! لأرتقي ..