متكأة على طرف النافذة
أتذكر أحاديثنا
صوتك الحنون الذي أشعر بلذة خاصة حينما أغوص فيه
لا أدري لِمُ هناك أشخاص
مهما جاهدنا على نسيانهم
لا نستطيع !
أبدا لا نستطيع
" أنظنين حبنا سيستمر ؟! "
التفت لأراها خلفي !
هززت كتفي . . " لا "
تسألني عن حبها . . عن خوفها من القدر و ماتعلم عن عمق الوجع الذي أعانيه
تقتلني هي !
و هي تعيش الحب بلذته و لكنها لم تعش يوما ماعشته
لم تذق يوماً ما ذقته
اقتربت لتقف أمامي بقرب النافذة
لفحتها نسبة باردة " ألا تشعرين بالبرد ؟ "
حقيقة هي لا تعلم أن النار المتأججة في أعماقي
تحتاج إلى صقيع أكثر من هذا لتخمده
انزلقت دمعة مني
أسندت رأسي على النافذة
" لم لا تظنين أن حبنا سيستمر ؟! "
طأطأت ثم رفعت رأسي أنظر للسماء
و في جوفي أكلمك أنت و أجيبك أنت لا أجيبها هي
" لأن لا لذة في الحب إلا بفراقه "
و أخذت تلعب بالستار " أتعلمين أنكِ غريبة !! "
أعلم حلوتي ! أعلم إجاباتي كلها مقتضبة
و لكنك قد لا تفهمين ما أعنيه
لا تفهمين جل عواطفي التي ترسو بي بالوجع
" لن تفهمي أبداً "
و خرجت محملة بالامبالاة !
لا تعلم كم من الألم خلفته فيني حينما أعادت بي الذكريات
أسألتها كانت عفوية
عن حياتها . . مستقبلها , و وجدانها , عواطفها ! و حبها الذي تعيش لذته
لا تعلم كم من الألم الذي يحويني
كم من الجرح الذي يرفض الوقف عن النزف
و كم من لحظة أشعر بالاحتضار في جوفي !
يا ترى ؟!
أينك ؟!
هل أنت متكأ على نافذتك مثلي
و ترفض الحديث مثلي
تنزلق منك دمعة و تهرب من الواقعية إلى اللاواقعية
هل تظن مثلي بأن لا لذة بالحب إلا عند الفراق
هل تجيب باقتضاب من يسألك
هل يظنونك مجنون مثلي تماما ؟!
هل مازلت تعشقني ! هل مازلت تدمنني !
و أنت . . هل مازلت أنت ؟!
أم تغيرت ؟!
مَطَرْ . .
لا يكتمل الحب إلا بالفراق : )