كَبرنا . .
و ما عاد حضن أمي يسعنا
ما عادت الأحلام تلهمنا
ماعادت الحلوى تملأ فمنا
أو تهدئ من روعنا
ولا حتى تنسينا ألمنا
كبرنا . .
صار رداء أمي يسعنا
و هذا الوجع يتحضننا
حتى فراشنا الصغير ماعاد يسعنا
المراجيح الصغيرة ماعادت تريد أن تحتضننا
كبرنا . .
صارت الزوايا تحتضننا
الليل يحكي لنا
كل موسيقى لها نكهة خاصة بنا
العيون تفهمنا
كبرنا . .
ما عادت الدمعة جريئة على خدنا
ما عادت الدمعة جميلة تُمسح من جفننا
صارت الزوايا رفقنا
الظنون تقتلنا
الليل صديقٌ موجع يستمع لنا
* * *
أتألمْ !
أقسو على إغماض عيناي
أحاول أن أنام
لأنها أفضل وسيلة للهروب
تقسو دمعة من مقلتاي تنزف بعنف
متوجعة محاولة الهروب من عيناي
تنسكبْ . .
بعدها أغفو !
أتمنى أن أطيل البقاء تحت أغطية حلمي
لا أقسو على نفسي
أحاول أن أعيد كل شيء لعالمي متلون بالأمل
أبتسم . .
لكن ابتسامتي تشوبها دمعة
متشربة بالوجع !
لا أدري . . لِمَ دائماً يصارحني الوجع بحبهْ !
حررنيْ
أردتُ أن أعيش عالماً مسالماً
بعيداً عنكم
لأنكم توجعوني
تتعمدون إيقاظ الوجع فيني
لأنكم مجرمون !
مجرمون بحق عالمي المسالم
مَطَرْ . .
اكتشفتْ فيما بعد
أن قلوبنا لابد أن تتألم
حتى تدرك ملذة الحياة
* نحنُ أطفال بتصرفاتنا و إن كبرُنا .